31/05/2008
أكد وزير الإعلام حسن اللوزي على الدور الذي يجب أن تضطلع به وسائل الإعلام في العالم الإسلامي في التعريف بالدين الإسلامي، وإبراز خصوصيته كدين للإنسانية جمعاء، والتصدي للصورة المشوهة التي يكرسها أعداء الإسلام عن هذا الدين القيم.
ولفت وزير الإعلام في كلمته اليوم في افتتاح ندوة ” الصحافة الإسلامية وآفاق العمل الإعلامي” بصنعاء إلى ما قامت به اليمن مؤخرا في هذا الصدد من إصدار قرار بإنشاء قناة دينية متخصصة – قناة “الإيمان” – كترجمة حقيقة لدور الإعلام، وواجبه إزاء الدين الإسلامي وقضاياه وقيمه.
وقال الوزير اللوزي:” من أجل ضمان النجاح الكبير في هذا الطريق جاء التوجيه القيادي لفخامة رئيس الجمهورية بإنشاء قناة الإيمان التي من أبرز أهدافها التوعية الصحيحة بالدين الإسلامي الحنيف عقيدة وشريعة، وبأركان الإسلام وتعاليمه وفقهه وفق الرؤية التي يقدمها الرأي الراجح في الإسلام”.
وأوضح أن القناة ستحرص على أن يكون عملها بعيدا عن التعصب والتزمت والغلو، ووفق مناهج العلوم الشرعية والفقهية لخدمة القضايا الإسلامية العامة من خلال التعريف بالتراث الإسلامي وعناصر القوة في الإسلام، وكل ما من شأنه خلق تنمية ثقافية وفكرية محصنة بالعقيدة.
وأضاف:” هذا النهج القيادي والحكومي هو استمرار جاد وملتزم من أجل تجسيد كل ما تضمنته السياسة الإعلامية المقرة من قبل الحكومة في هذا الخصوص، وفي المقدمة من ذلك جعل كل القيم والمبادئ السامية التي يؤمن بها شعبنا، والنابعة من عقيدته الإسلامية ومثله العربية والإنسانية القوة المعنوية المواجهة للأعمال والمسؤوليات والسلوكيات العامة والخاصة”.
وقال اللوزي:” إن معركتنا هي الانتصار للحق, حق العلم والمعرفة، وإيصال خدمات الأخبار والمعلومات، والحرص على الالتزام بالمصداقية في النقل والإيصال والموضوعية في الطرح والتناول للآراء والأفكار، وأن يكون ذلك في بوتقة التلازم بين الحرية والمسؤولية كما تفرضها حقيقة المهنة الصحفية”.
واعتبر التحديات التي يواجهها الإعلام العربي والإسلامي مهما كانت خطورتها وقوة تأثيرها فإنها لا تصل إلى أهدافها إلاّ عندما تجد الساحة أمامها خالية والفراغ متاح لكي تقتحمه دون أي حائل.
وبيّن أن الاستجابة لتلك التحديات لا يمكن أن تأتي إلا بالتحصين، وتقديم المعرفة الصحيحة، وإطلاق الحرية المسؤولة.
وأكد إن الإنسان العربي قادر من خلال ما يمتلكه من قدرات وتقنيات وأفكار وعقول مبدعة أن يكون له دوره في المواجهة، والقدرة على عرض الرسالة التي يريدها ليعرف بذاته ومشروعه الحضاري العصري.
من جانبه قال وزير الأوقاف والإرشاد القاضي حمود الهتار:” إن حاجتنا إلى الإعلام الإسلامي المتخصص لا تقل عن حاجتنا إلى الخطيب المتخصص والواعظ الذي يلامس مشكلات الناس اليومية ويعالج قضاياهم من منظور إسلامي”.
وأكد إن الإعلام يلعب دور بارزا في حياة الأمم و الشعوب في هذا العصر، ويكاد يحتل المرتبة الثانية بعد المنبر فهو يلعب دورا بارزاً في تشكل الرأي العام، ونشر المفاهيم الصحيحة.
ولفت إلى الدور الذي ستلعبه قناة “الإيمان” الفضائية كرافد قوي للإعلام الإسلامي المتخصص الذي تعلق عليه الآمال في نشر المفاهيم الصحيحة، ودحض الأباطيل التي يروج لها المبطلون.
وقال القاضي الهتار:” إن وسائل الإعلام الغربية تحاول تشويه صورة الإسلام، وعلينا أن نبرز صورته الوضاءة كما أنزلها الله عز وجل, وأن نبرز الوسطية والاعتدال التي جاء بها ديننا بعيدا عن الإفراط والتفريط”.
من جانبه قدم رئيس رابطة الصحافة الإسلامية رئيس تحرير مجلة البيان السعودية احمد الصويان نبذة تعريفية عن الرابطة وأنها تأسست العام 2006م، وبات في عضويتها 26 مؤسسة صحفية من أكثر من 10 دول عربية.
وقال رئيس الرابطة:” الرابطة ليست تكتلا سياسيا ولا تجمعا حزبيا أو فكريا، وإنما هي إطار موضوعي يهدف إلى الارتقاء بالعمل الإعلامي, والرابطة تتكامل مع الاتحادات الصحفية والتجمعات الإعلامية في العالم العربي والإسلامي”.
وأضاف:” هذا العصر هو عصر الإعلام والتأثير، ولا بد أن نكون قادرين على امتلاك الطاقات التي تكفل أن يكون لنا صوت مسموع يبلغ الكلمة المعتدلة المتوازنة الهادفة تجاه كل القضايا”.
فيما لفت رئيس تحرير مجلة المنتدى الخضر الشيباني إلى واقع المشهد الإعلامي على المستوى المحلي، وما شهده من تطوير منذ قيام الجمهورية اليمنية العام 1990م، حيث بات يتوفر أكثر من 150 مجلة وصحيفة من مختلف المشارب والتوجهات.
واستعرض المشاركون في الندوة مجموعة أوراق عمل قدمها رؤساء تحرير صحف “السبيل” الأردنية عاطف الجولاني, “الأمان” اللبنانية إبراهيم المصري, “فلسطين المسلمة” رأفت مرة، ومجلة “المجتمع” الكويتية شعبان عبد الرحمن.
وتوزعت الأوراق المقدمة في ثلاثة محاور تناولت : “واقع الصحافة العربية وسبل تفعيل العمل المشترك”, “التحديات التي تواجه الصحافة العربية والإسلامية”, و”دور الكلمة الصادقة في تأثير الخبر الإعلامي”.
وأشارت إلى جملة التحديات التي تواجه العمل الإعلامي في الوطن العربي والإسلامي منها ” الدفاع عن مصالح الأمة في ظل ما تتعرض له من هجمات شرسة، ودور الإعلام في مواجهة غزو الفضائيات خاصة أنه بات يوجد أكثر من 400 قناة فضائية موجهة إلى الدول العربية”.
وتبنت الأوراق الإجابة على تساؤلات حول مدى قدرة الإعلام العربي على المواءمة بين الموضوعية والمهنية، وأن يمثل إعلام أمة ومدى قدرته على نهج الحياد، ومواجهة تحدي عولمة الإعلام التي تجاوزت الحدود في حين أن واقعه منغلق، وتقف أمامه معوقات اقتصادية وتقنية كثيرة.
وأشارت إلى أن هناك نماذج لمؤسسات إعلامية عربية استطاعت أن تتجاوز المعوقات، وباتت شاهدا إثبات لحقيقة إمكانية نجاح الإعلام العربي والإسلامي انطلاقا من واقعه الذي هو فيه.
وأكدت الأوراق إن المخرج الفعلي لإحداث تأثير نوعي في المشهد الإعلامي العربي والإسلامي على الصعيد الداخلي والعالمي يتأتى من خلال تعامل المؤسسات الإعلامية مع هذه التحديات من منطلق الثقة بالذات والإيمان بخصوصية وصدق ما تقدمه من رسالة إنسانية سامية.
وشددت على ضرورة الاهتمام والتركيز على تأهيل الكادر الإعلامي، واستمرار تطويره، ومواكبة آخر المستجدات في عالم الإعلام والصحافة وتقنية المعلومات.
وقد أثريت الندوة بمناقشات ومداخلات الحضور من أعضاء مجلس النواب وإعلاميين وباحثين ومهتمين, أسهمت بدورها في تعزيز الرؤية حول ما يجب القيام به لتفعيل دور الإعلام الإسلامي، وإيجاد تأثير نوعي وإيجابي لصالح الأمة وقيم الإنسانية.
سبأنت