20/11/2008
قال وزير الإعلام حسن اللوزي:” إننا في أمس الحاجة للصحافة الوسطية الداعية للخير والسلام والمحبة، والرافضة للتعصب والكراهية والحقد والغلو والتطرف والإرهاب والعنصرية بكافة أشكالها”.
وأضاف في افتتاح فعاليات المؤتمر الثالث لرابطة الصحافة الإسلامية اليوم بصنعاء:” الرأي والرأي الآخر في الأمر أو القضية مسألة نسبية، إلا الشطط والشذوذ والممارات فإنها مدعاة للإضرار بالحرية والتناقض مع المسؤولية، فضلاً عن ما يدخل في نطاق جرائم النشر؛ فإنها عين الانحراف عن المهنية الصحفية وأخلاقياتها البينة “.
ولفت وزير الإعلام إلى تطور الصحافة في اليمن بكافة أشكالها وألوانها، وما حققته من إنجازات كبيرة في أدائها لمسؤولياتها، وتجويدها لوظيفتها الأساسية في خدمة الوطن والأمة والقيم التي نؤمن بها في ظل الحرية التي غدت اليوم الوجه المشرق الوضاء في حياتنا الديمقراطية، وفي الممارسة الشجاعة للمسؤولية الصحفية في كافة فنون وأساليب العمل الصحفي.
واستطرد قائلاً:” لقد كبر اليمن بالوحدة التي استعادة الأصل الثابت وجوداً وتاريخاً على الأرض اليمنية الطيبة، وكبر يمن الوحدة بالحرية بكل معانيها النبيلة كحق للشعب، ومنهج قويم لنظامنا الوطني الديمقراطي، وبرزت وكبرت حرية الصحافة كسمة مشرقة في قلب نهجنا الديمقراطي في ظل قيادة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح كسياسة وثقافة وسبيل للمشاركة في الحكم”.
وأكدً إن بعض اللطخات أو التعديات التي تمارس أو تقترف في بعض الصحف لنتشوه من نصاعة وجه الصحافة اليمنية مصيرها الهمود والبوار باعتبارها ضد القيم والمبادئ والأخلاقيات الحميدة التي يتم الإلتزام بها، كما أنها فشلت بالمساس بالحرية ذاتها، وبنظامنا الدستوري والقانوني والقيمي.
وقال:” نحمد الله, بأن النموذج والأروع والأبقى هو للصحافة الحرة الملتزمة، الصحافة المسؤولة التي تحتكم لواجبات صيانة الحرية المقدسة، ومتطلبات الامتثال للمعايير الأخلاقية والمهنية وللمسؤولية الكبيرة والخطيرة المعلقة على حملة سلاح الكلمة، والمشدودة على كاهل الصحافة والصحفيين “.
وشدد على ضرورة أن تكون الصحافة الإسلامية عند المستوى المأمل منها في خدمة الإسلام، وما يتضمنه من قيم إنسانية تحث على التسامح ونبذ الكراهية بحيث يقدم أعضاء رابطة الصحافة الإسلامية، والمنتمون إليها النموذج العملي الملتزم بحرية التعبير، وإخلاص الممارسة لمهنة الصحافة،
وبما ينسجم مع كل ما تفرضه القيم الإسلامية والإنسانية السامية في أداء الوظيفة الإنسانية الراقية للصحافة الحرة والمسؤولة في البناء والإعمار والتنمية، ومعالجة قضايا المجتمع.
وقال الوزير اللوزي:” إذا كانت الصحافة صحافة خبرية كان الصدق ديدنها في كل ما تنشره بواقعية دقيقة في نقل صورة الحدث أو وصف الوقائع، وفي موضوعية متناهية في التحليل والاستنباط، وبذلك تسوق النتائج نفسها بسهولة ويسر للمتلقى أو القارئ، وإذا كانت صحافة رأي فلا بد لها أن تفتح باب الاجتهاد الناضج والمقتدر على مصراعيه أمام كل ما تنشره، وبكل الشجاعة والثقة بالنفس وبالقارئ وحسن الظن في الكاتب “.
وكان الوزير اللوزي قد نقل في مستهل كلمته تحيات فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية للمشاركين في المؤتمر، وتمنياته للمؤتمر بالخروج برؤى عملية تخدم أهداف الرابطة.
من جانبه أكد رئيس رابطة الصحافة الإسلامية الشيخ أحمد بن عبد الرحمن الصويان في كلمته إن اليمن هو منبع العروبة والحكمة والعمق الاستراتيجي للبلدان العربية والإسلامية.
وقال:” إن التكاتف والتعاضد بين وزراة الإعلام والرابطة، فضلا عن كونه يعطي الرابطة الدعم المعنوي؛ فإنه يؤكد ضرورة التلاحم بين مؤسسات المجتمع المدني، وبين الوزارات المعنية للنهوض بواقع الأمة، ومعالجة مشكلاتها قدر الإمكان”.
وأشار الصويان إلى دور الإعلام المؤثر والفاعل في الواقع، وما آل إليه العصر الحاضر من عولمة إعلامية مسيطرة على الرأي العام والثقافة ومعظم الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مستعرضاً تأثير وامتداد بعض الإمبراطوريات الإعلامية، وما وصلت إليه من قدرة ومهارة حرفية قادرة على توجيه الرأي العام، وخطورة ذلك حيث يستطيع من يسيطر على الإعلام التحكم في ما يتناوله المجتمع من قضايا.
وتطرق إلى مستوى وسائل الإعلام العربية، وقدرتها على الارتقاء بمستوياتها، وبالتالي السيطرة على العقل العربي، ومواجهة إسفاف وتسطيح بعض وسائل الإعلام المستخفة بالوعي العربي، منوهاً بأن الرابطة بفضل تكاتف الجميع قادرة على الوقوف أمام التغول والتسطيح الإعلامي.
كما ألقيت كلمتان الأولى لمنسق المؤتمر رئيس تحرير مجلة المنتدى الخضرالشيباني، والثانية عن الضيوف ألقاها رئيس مجلس إدارة جمعية الحكمة اليمانية الخيرية عبد العزيز عبد الله الدبعي, رحبا فيهما برئيس وأعضاء الرابطة، مستعرضين دور الكلمة الصادقة في بناء المجتمع.
بعد ذلك عقدت ندوة فكرية ونقاشية بعنوان ” تحقيق المهنية في العمل الصحفي ” تناولت أربعة محاور: الأول ” أساسيات العمل الصحفي في الصحافة الإسلامية ” لرئيس تحرير صحيفة النبأ البحرينية الدكتور عدنان بومطيع، والثاني ” المناخ العام والعمل الصحفي ” لمدير تحرير مجلة المجتمع الكويتية شعبان عبد الرحمن، والثالث ” نحو صحافة مهنية استقصائية وتفاعلية ” لرئيس تحرير صحيفة السبيل الأردنية عاطف الجولاني، والمحور الرابع بعنوان ” إعداد الصحفيين مهنياً ” لرئيس تحرير مجلة الفرقان الكويتية الدكتور بسام الشطي.
هذا وقد أثريت الندوة بالعديد من المداخلات القيمة.
سبأنت
اختتام المؤتمر الثالث لرابطة الصحافة الإسلامية بصنعاء
أكد المشاركون في أعمال المؤتمر الثالث لرابطة الصحافة الإسلامية على ضرورة تفعيل دور وسائل الإعلام في التعريف بقضايا الأمة وهمومها والتصدي لما تتعرض له من مؤامرات تستهدف وحدتها ومقدساتها.
ودعا المشاركون في البيان الختامي للمؤتمر الذي استضافته العاصمة صنعاء على مدى ثلاثة أيام، الى ضرورة دعم كل ما من شأنه الحفاظ على هوية الأمة وحماية مقدساتها والإسهام في صياغة مستقبل أكثر حفاظا على القيم والأخلاق الأصيلة في الأمة من خلال الخطاب الإعلامي البناء والمؤثر.
ولفت البيان ـ حصلت وكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ على نسخة منه ـ إٍلى الدور المعول على الصحافة والإعلام العربي والإسلامي في كشف المؤامرات التي تستهدف العراق الشقيق والتعريف بواقع الظلم والمعاناة الكبيرين اللذين يرزح تحتهما المحاصرون في قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية بفعل الغطرسة الإسرائيلية وأبعادها الإستعمارية.
وكان المشاركون في المؤتمر ناقشوا القضايا المشتركة في الشأن الصحفي وخاصة ما يتعلق بالصحافة الإسلامية منها الحريات الإعلامية في العالم العربي، والأزمة المالية التي تعاني منها الصحافة الإسلامية، وعوائق التوزيع.
وتطرقوا إلى إمكانية توسيع إطار الرابطة لتضم مزيدا من الصحف والمجلات، وكذا مقترح حول إنشاء “رابطة صحفيون من أجل القدس”.
وأقيم بالتزامن مع المؤتمر ندوة حول ” تحقيق المهنية في العمل الصحفي” وحلقة نقاشية بعنوان ” الخطاب الإعلامي في مواجهة الكوارث”.
سبأنت