23/11/2008
نظم مركز الدراسات والبحوث اليمني اليوم بصنعاء ندوة فكرية بعنوان “الثورة اليمنية سبتمبر، اكتوبر، نوفمبر والتحولات السياسية والاجتماعية والثقافية” بمشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين و المهتمين.
وفي افتتاح الندوة التي تستمر يومين القى المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني الدكتور عبد العزيز المقالح كلمة أشار فيها إلى أهمية الندوة التي تقف على أهم ثلاث محطات تاريخية من الثورة اليمنية والتحولات السياسية و الاجتماعية و الثقافية.
وقال المقالح ” في سبتمبر الماضي أضاءت الملايين في بلادنا ست وأربعين شمعة هي عمر الثورة السبتمبرية 1962م،وفي أكتوبر الماضي أضاءت الملايين 45 شمعة تشير أيضاً إلى عمر ثورة 14 أكتوبر 1963م،وبعد أيام يضيء الشعب إحدى وأربعين شمعة بعدد سنوات الاستقلال التي بدأت في30 نوفمبر 1967م، منوهاً بأن هذه المحطاتِ المجيدة تمثل جوهرَة البداية الصحيحة للتحولات التي شهدتها اليمن،وتجسد في الوقت ذاته بدايةَ التاريخَ الحديث للوطن الذي عاش خارج العصر، يلعق جراح أحزانهِ وخيباته تحت وطأة الاحتلال الأجنبي والاستبداد الإمامي الكهنوتي.
ولفت شاعر اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح إلى ما تستحقه هذه المحطات الرئيسة في تاريخ اليمن لنتكون موضع احتفاء وتقدير وإجلال من جميع المواطنين الشرفاء، وأن تكون موضع اهتمام وبحث ودراسات؛ تضيء الجوانبَ الخفيةَ وتلقي الأضواء على المواقفِ الجسورة للأبطال والشهداء، الذي يعود لهم الفضل الأول في كل ما حققته البلاد من تحولاتٍ وانجازات، في مقدمتها إطلاقُ إرادة الشعب واعتباره مصدر السلطات و لو من حيث المبدأ.
وتابع ” ليعِذُرَنا أبناؤنا من الجيل الجديد الذين ظهروا إلى الوجود في زمن المدارس والجامعات والمستشفيات والطرق المسفلتة، زمن الصحف والأحزاب والفضائيات والكومبيوتر والانترنت، زمن المكتبات والكتابات الناقدة، ليعذِرونا إذا عدنا للحديث عن زمن العدم المطلق، زمن اللاشيء الذي استطاعت الثورة اليمنية سبتمبر، أكتوبر، نوفمبر أن تحررَنا منه، وأن تجعلنا رغم المؤامرات والمعوقات الخارجية والداخلية أن نضعَ أقدامَنا على بدايةِ التحولات، وأن نستشرف المستقبل، وأن نتجاوز زمن “الاكتفاء الذاتي”!! ذلك الذي كان أنصار الماضي وما يزالون يذكرُونَنَا بهِ، مع أنه يشبه إن لم يكن طبقَ الأصل لزمن الموتى في قبورهم، حيث لا يحتاجون إلى كهرباء أو علاج أو طعام أو تعليم، حين كانت حبة ” الأسبرين ” تعدُّ تطوراً في عالم الطب لا يناله إلاَّ المحظوظون، وكانت لمبات الكهرباء لم تكن سوى إنارة سحرية خاصة بقصر الإمام! ليعذرنا أبناء هذا الجيل إذا احتفينا بالثورة وببعض التحولات التي نقلت البلاد من القرون الوسطى إلى مشارف العصر الحديث.
وأضاف : ونؤكد لهم أننا كنا وما نزال من موقع الإخلاص اللامتنا هي للوطن نطالب بالمزيد من التحولات الإيجابية، ونحرص على تشجيع النقد الموضوعي البريء من المصالح الذاتية، والذي من شأنه أن يدفعَ إلى تحسين الأوضاع وتقدم البلاد.
مؤكداً حاجة الحاكم والمعارضة إلى حالة من الاستنارة العامة والجلاء البصري والروحي للنظر إلى الواقع من زواياه المختلفة بإيجابياته وسلبياته والنظر إلى الماضي بوصفه إرثاً ثقيلاً وشبحاً مخيفاً يهدد الجميع ويدفع بالخلافات الدائرة حول وجهات النظر المتضاربة من أجل مزيدٍ من التغيير والإصلاح إلى صراع واستقطاب عدائي يدمر الانجازات والتحولات المحدودة ويأتي على ما تبقى في النفوس من أحلام الثورة وأماني الشهداء.
وناقشت أعمال الجلسة الأولى للندوة التي رأسها رئيس المركز الدكتور المقالح عددا من أوراق العمل التي ركزت حول التحولات السياسية والإقتصادية، حيث ناقشت الورقة الأولى للدكتور أحمد قائد الصائدي” البعد التاريخي للثورة اليمنية “سبتمبر، اكتوبر، نوفمبر”، بينما تناولت ورقة احمد الجبلي ” التحولات السياسية من سبتمبر إلى الوحدة وسيادة الدولة والمواطنة”.
وطرقت ورقة الدكتور عمر عبد العزيز ” أزمة النقد الدولي وتأثر اليمن بالأزمة المالية والتدابير الممكنه لخروج اليمن من نفق الوضع الراهن للأزمة المالية” فيما تركزت ورقة الدكتور طاهر الصالحي حول “الثورة اليمنية وملامح التحولات الإقتصادية”.
تخللت مناقشات الجلسة عدد من المداخلات لعدد من الباحثين والأدباء والمثقفين .
هذا وتتواصل فعاليات الندوة غداً بجلسة ثانية و أخيرة تتناول محورين أساسيين يركز الأول على “التحولات الإجتماعية ” من خلال مناقشة “الثورة اليمنية والتحولات الإجتماعية، و”إشكالية التطور الإجتماعي والتحديث في بناء الدولة اليمنية”، و”الثورة وتمكين المرأة إجتماعياً وإقتصادياً وسياسياً”.
فيما يناقش المحور الأخير التحولات الثقافية والأدبية من خلال مناقشة “ثورة الأدب وأدب الثورة”، “ملامح التطور في التعليم العام والجامعي”، و”نشأة الصحافة في اليمن”.
سبانت